أصبح الأميركيون مستقطبين بسبب شيء آخر غير السياسة. فنحن الآن منقسمون إلى أشخاص يغسلون أيديهم بعناية أكبر وفي أحيان كثيرة، لكنهم فيما عدا ذلك يعيشون حياتهم كالمعتاد، وأشخاص آخرين يشترون منتجات من تجار الجملة تكفيهم عاما مثل ورق التواليت ويطلبون زجاجات السائل المعقم «بيوريل»، الذي أصبح نادراً الآن، بقيمة 400 دولار.
ومع كل عنوان عن فيروس كورونا (كوفيد-19) يحث على «عدم الفزع»، هناك آخر يقول إن هذا الوباء «لا يمكن إيقافه» أو أنه «خرج عن السيطرة» وأننا «غير مستعدين». ولا تزال هناك حالة من عدم اليقين، قوية بما يكفي لاستخدام الحقائق لدعم أي من الحجتين.
ولا يريد الناس سوى أرقام واضحة وبسيطة عن الانتشار المحتمل لفيروس كورونا، متى يكون من المحتمل أن يصل إلى الذروة، والاحتمالات التي ستكون قاتلة. ولكن ليس هناك إجماع. في مقابلة مع قناة «فوكس»، قال «بروس أيلوارد»، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن عدد الحالات ربما يكون أقل من المتوقع، لكن تبين أن معدل الوفيات يزيد على 1%. ويستند هذا إلى تحقيقات واسعة النطاق عن الوضع في الصين.
تستخدم قصة نشرتها مجلة «سليت» هذا الأسبوع للطبيب بجامعة هارفارد «صموئيل فاوست»، بعنوان «كوفيد-19 ليس قاتلاً كما نعتقد»، بيانات من الرحلة البحرية المشؤومة التي قامت بها السفينة «دايموند برينسيس» لإثبات الحالة المعاكسة – وتقول إنه بمجرد أن نتمكن من معرفة مدى الحالات المعتدلة، قد يجد الأطباء أن معدل الوفيات أقل بكثير من 1%.
ما نعرفه هو أن بعض الناس في خطر حقيقي أكبر – الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، والأشخاص الذين يعانون من خلل في جهاز المناعة، والذين يعانون من بعض أمراض الجهاز التنفسي الموجودة مسبقاً هم أكثر عرضة للموت. أما بالنسبة لبقيتنا، هناك خطر أقل، لكن الكثير من الذنب. فنحن لا نريد أن ننشر المرض عن طريق فعل ممارسات خاطئة.
هناك معلومات جديدة تأتي في كل وقت. وتبحث دراسة نشرتها مجلة «ساينس» (العلم) تأثير حظر السفر، وتشير إلى أنه لم يكن له سوى تأثير بسيط على إبطاء انتشار الفيروس خارج الصين. ويقترح الباحث أنه مع المضي قدماً، سيكون الإجراء الأكثر أهمية هو تثقيف الناس بشأن أهمية غسل اليدين وتجنب التجمعات العامة الكبيرة. ويجب أن يستعد الناس للبقاء في المنزل لمدة أسبوعين، إذا تم تحديد أنه من المحتمل تعرضهم للإصابة – الأمر الذي لا يتطلب الكثير من ورق التواليت.
هناك الفجوة بين الخائفين وغير الخائفين، بعض الناس يمارسون حياتهم اليومية بشكل عادي، فيذهبون إلى السوبر ماركت أو دروس اليوجا أو ينطلقون في مغامراتهم في نهاية الأسبوع. ومعظم الناس في الشارع لا يرتدون أقنعة. وهناك آخرون يقضون مزيداً من الوقت أمام أجهزة التليفزيون، أو يبحثون عن أماكن بيع مطهر بيوريل أو أقنعة «إن 95».
واستعرضت صحيفة «بوسطن جلوب» هذا الأسبوع، الحياة داخل فقاعة الخوف، ووصفت كيف يجعلنا نحن القلق من الفيروس مصابين بالجنون – ونعني بنحن هؤلاء الذين يقومون بتخزين السلع ولا يعيشون حياة طبيعية.
وكتبت «بيث تيتل»: «يقال لنا أن نظل هادئين، لكن الاحتياطي الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة في خطوة طارئة، والحاكم تشارلي بيكر يحث مدارس ماساتشوسيتس على إلغاء الرحلات الدولية، وستبدأ هيئة مواصلات خليج ماساتشوستس في تطهير المحطات كل أربع ساعات. لكن كل التوجيهات تبدو غامضة للغاية».
والأوامر مثل «لا داعي للذعر» لا تساعدنا. ليس من الجيد أبداً أن نشعر بالذعر وليس من الواضح ما الذي يشكله الذعر في هذه الحالة. هل يجب أن تؤجل رحلتك إلى إيطاليا؟ أم العمل من المنزل حتى إشعار آخر؟ أم إلغاء التجمعات العامة الكبيرة؟
لقد ألغت الجمعية الفيزيائية الأميركية اجتماعها السنوي الحاشد في شهر مارس في كولورادو، وهي تضحية كبيرة بالنظر إلى أن الكثيرين دفعوا تكاليف السفر، وأمضوا الأسابيع في الإعداد للمحادثات، ووصل عدد قليل منهم بالفعل. بيد أن هذا يعتبر من الحكمة، فقد أدت التجمعات في الكنائس في اليابان وسنغافورة إلى انتشار المرض.
يقول «إيمانويل مايدنبيرج»، عالم النفس بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والذي يدرس اضطرابات القلق، إن المشكلة تكمن في وجود الكثير من الانفعالات، والقليل جداً من الحقائق في التغطية الإعلامية. وكل حالة وفاة جديدة في الولايات المتحدة تؤدي إلى هجمة من العناوين التي تجعلنا غير قادرين على التقاط أنفاسنا. ومع ذلك، كان هناك تقدم متزايد في الإجابة عن الأسئلة التي يريد الناس الإجابة عنها حقاً: ما مدى حجم هذا المرض؟ ما مدى خطورته؟ إلى أي مدى يجب أن أشعر بالخوف؟
ويقول مايدنبيرج: إن الخوف في حد ذاته مشكلة. فمن الممكن أن يجعل الحياة محدودة بالنسبة لبعض الناس، أو يعزز عزلة اجتماعية غير ضرورية أو يهيمن على نظام الرعاية الصحية.
إن نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة مبني على تشجيع درجة من جنون العظمة الطبية. في ظل الظروف العادية، يقال لنا إنه حتى لو شعرنا أننا بخير، فنحن بحاجة إلى جميع أنواع الاختبارات. لذا فمن الطبيعي أن يطلب الناس إجراء اختبارات كوفيد-19. حتى الآن، اقتصر الاختبار على الأشخاص المصابين بأمراض شديدة أو أشخاص مختارين يساعدون العلماء على تتبع انتشار المرض. وقد حذر عالم الأوبئة بجامعة هارفارد من أن المختبرات والمستشفيات ستكون مكدسة إذا أصبحت الاختبارات متوفرة عند الطلب.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
ومع كل عنوان عن فيروس كورونا (كوفيد-19) يحث على «عدم الفزع»، هناك آخر يقول إن هذا الوباء «لا يمكن إيقافه» أو أنه «خرج عن السيطرة» وأننا «غير مستعدين». ولا تزال هناك حالة من عدم اليقين، قوية بما يكفي لاستخدام الحقائق لدعم أي من الحجتين.
ولا يريد الناس سوى أرقام واضحة وبسيطة عن الانتشار المحتمل لفيروس كورونا، متى يكون من المحتمل أن يصل إلى الذروة، والاحتمالات التي ستكون قاتلة. ولكن ليس هناك إجماع. في مقابلة مع قناة «فوكس»، قال «بروس أيلوارد»، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن عدد الحالات ربما يكون أقل من المتوقع، لكن تبين أن معدل الوفيات يزيد على 1%. ويستند هذا إلى تحقيقات واسعة النطاق عن الوضع في الصين.
تستخدم قصة نشرتها مجلة «سليت» هذا الأسبوع للطبيب بجامعة هارفارد «صموئيل فاوست»، بعنوان «كوفيد-19 ليس قاتلاً كما نعتقد»، بيانات من الرحلة البحرية المشؤومة التي قامت بها السفينة «دايموند برينسيس» لإثبات الحالة المعاكسة – وتقول إنه بمجرد أن نتمكن من معرفة مدى الحالات المعتدلة، قد يجد الأطباء أن معدل الوفيات أقل بكثير من 1%.
ما نعرفه هو أن بعض الناس في خطر حقيقي أكبر – الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، والأشخاص الذين يعانون من خلل في جهاز المناعة، والذين يعانون من بعض أمراض الجهاز التنفسي الموجودة مسبقاً هم أكثر عرضة للموت. أما بالنسبة لبقيتنا، هناك خطر أقل، لكن الكثير من الذنب. فنحن لا نريد أن ننشر المرض عن طريق فعل ممارسات خاطئة.
هناك معلومات جديدة تأتي في كل وقت. وتبحث دراسة نشرتها مجلة «ساينس» (العلم) تأثير حظر السفر، وتشير إلى أنه لم يكن له سوى تأثير بسيط على إبطاء انتشار الفيروس خارج الصين. ويقترح الباحث أنه مع المضي قدماً، سيكون الإجراء الأكثر أهمية هو تثقيف الناس بشأن أهمية غسل اليدين وتجنب التجمعات العامة الكبيرة. ويجب أن يستعد الناس للبقاء في المنزل لمدة أسبوعين، إذا تم تحديد أنه من المحتمل تعرضهم للإصابة – الأمر الذي لا يتطلب الكثير من ورق التواليت.
هناك الفجوة بين الخائفين وغير الخائفين، بعض الناس يمارسون حياتهم اليومية بشكل عادي، فيذهبون إلى السوبر ماركت أو دروس اليوجا أو ينطلقون في مغامراتهم في نهاية الأسبوع. ومعظم الناس في الشارع لا يرتدون أقنعة. وهناك آخرون يقضون مزيداً من الوقت أمام أجهزة التليفزيون، أو يبحثون عن أماكن بيع مطهر بيوريل أو أقنعة «إن 95».
واستعرضت صحيفة «بوسطن جلوب» هذا الأسبوع، الحياة داخل فقاعة الخوف، ووصفت كيف يجعلنا نحن القلق من الفيروس مصابين بالجنون – ونعني بنحن هؤلاء الذين يقومون بتخزين السلع ولا يعيشون حياة طبيعية.
وكتبت «بيث تيتل»: «يقال لنا أن نظل هادئين، لكن الاحتياطي الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة في خطوة طارئة، والحاكم تشارلي بيكر يحث مدارس ماساتشوسيتس على إلغاء الرحلات الدولية، وستبدأ هيئة مواصلات خليج ماساتشوستس في تطهير المحطات كل أربع ساعات. لكن كل التوجيهات تبدو غامضة للغاية».
والأوامر مثل «لا داعي للذعر» لا تساعدنا. ليس من الجيد أبداً أن نشعر بالذعر وليس من الواضح ما الذي يشكله الذعر في هذه الحالة. هل يجب أن تؤجل رحلتك إلى إيطاليا؟ أم العمل من المنزل حتى إشعار آخر؟ أم إلغاء التجمعات العامة الكبيرة؟
لقد ألغت الجمعية الفيزيائية الأميركية اجتماعها السنوي الحاشد في شهر مارس في كولورادو، وهي تضحية كبيرة بالنظر إلى أن الكثيرين دفعوا تكاليف السفر، وأمضوا الأسابيع في الإعداد للمحادثات، ووصل عدد قليل منهم بالفعل. بيد أن هذا يعتبر من الحكمة، فقد أدت التجمعات في الكنائس في اليابان وسنغافورة إلى انتشار المرض.
يقول «إيمانويل مايدنبيرج»، عالم النفس بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والذي يدرس اضطرابات القلق، إن المشكلة تكمن في وجود الكثير من الانفعالات، والقليل جداً من الحقائق في التغطية الإعلامية. وكل حالة وفاة جديدة في الولايات المتحدة تؤدي إلى هجمة من العناوين التي تجعلنا غير قادرين على التقاط أنفاسنا. ومع ذلك، كان هناك تقدم متزايد في الإجابة عن الأسئلة التي يريد الناس الإجابة عنها حقاً: ما مدى حجم هذا المرض؟ ما مدى خطورته؟ إلى أي مدى يجب أن أشعر بالخوف؟
ويقول مايدنبيرج: إن الخوف في حد ذاته مشكلة. فمن الممكن أن يجعل الحياة محدودة بالنسبة لبعض الناس، أو يعزز عزلة اجتماعية غير ضرورية أو يهيمن على نظام الرعاية الصحية.
إن نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة مبني على تشجيع درجة من جنون العظمة الطبية. في ظل الظروف العادية، يقال لنا إنه حتى لو شعرنا أننا بخير، فنحن بحاجة إلى جميع أنواع الاختبارات. لذا فمن الطبيعي أن يطلب الناس إجراء اختبارات كوفيد-19. حتى الآن، اقتصر الاختبار على الأشخاص المصابين بأمراض شديدة أو أشخاص مختارين يساعدون العلماء على تتبع انتشار المرض. وقد حذر عالم الأوبئة بجامعة هارفارد من أن المختبرات والمستشفيات ستكون مكدسة إذا أصبحت الاختبارات متوفرة عند الطلب.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»